قرية تبردقة، هذه اللؤلؤة التاريخية في قلب بلدية ششار، ولاية خنشلة، تعتبر من أبرز المواقع الأثرية التي تفخر بها الجزائر بأكملها. تميزت تبردقة بتصنيفها منظمة اليونسكو كموقع طبيعي عالمي، ما يعكس جمالها الطبيعي وتاريخها العريق الذي يعود لعصور ماضية.
الموقع والوصول:
تقع مدينة تبردقة على بعد ثلاثة كيلومترات فقط من مدينة ششار، وتبعد 50 كيلومتراً جنوب ولاية خنشلة، مما يجعلها محطة سياحية مهمة في المنطقة. يمكن الوصول إلى المدينة بسهولة عبر الطرق الجبلية الجميلة التي تمتد عبر المنطقة.
المعالم الأثرية:
يتكون موقع تبردقة من مجموعة من المعالم الأثرية الهامة، مثل المسجد الذي يحمل طابعاً إسلامياً مغاربياً فريداً، والذي يشكل مركزاً دينياً وثقافياً للسكان المحليين. كما تضم المدينة قبة سيدي بلقاسم بن يوسف ودار البلدية التي تعكس جمالية الهندسة المعمارية في العصور السابقة. بالتفصيل يتكون هذا الموقع من مجموعة من المعالم (المسجد ، القبة ، دار البلدية ) على تله صخرية تتميـز بتكوينها الجيولوجي المتميز الذي يعطيها الحماية من الجهـات الثلاث( الشمال ، الشرق ، الغرب ) وارتفاعها على مجـرى واد تبردقة الذي يحيط بالتلة من الجهة الشماليـة والشرقيـة حيث يتم الوصول إلى هذه المعالم عبر ممر يقع في الجهة الغربيـة للتلـة يضيـق ويتسـع من 2 إلى 4م وبطـول 500م مؤديا إلى ساحة في الجهة الشرقية التي بدورها تؤدي إلى المعالم أين نجد أولا: المسجد ذو الطابع الإسلامي المغاربي وعلى بعد 138 م منه نجد ضريح لأحد الأولياء يسمى سيدي بلقاسم بن يوسف و بأسفل التلة وعلى بعد 87.5م من القبة نجد عمارة ذات شكل رباعي تتمثل في دار البلدية حيث تتجسد بالموقع مختلف الحقب التاريخية ، خاصة تلك التي تعود إلى فترة ما قبل التاريخ متمثلة في اللقى الحجرية العاترية قد تم العثور عليها خلال العديد من المعاينات التي قامت بها مصالحنا للموقع ، كما نجد بالموقع مجموعة من الحجارة والأعمدة التي تعود للفترة الرومانية هذه الأخيرة نجدها منتشرة بكثرة بمحاذاة واد تبردقة كما لا ننسى موقعها الإستراتيجي وهذا ما دفع الاستعمار الفرنسي إلى تشييد برج للمراقبة تطور فيما بعد إلى قاعدة عسكرية لا تزال معالمها إلى اليوم نجد منها دار البلدية أو ما يسمى بدار القايد (كما يسميها سكان
جمال الطبيعة:
تبرز المدينة بجمال طبيعتها الساحرة، حيث تحيط بها التلال الخضراء والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجعلها وجهة مثالية للزوار الراغبين في الاستمتاع بالطبيعة والقيام برحلات استكشافية.
التاريخ والأصالة:
تاريخ مدينة تبردقة يعود إلى العصور القديمة، حيث كانت موطنًا للحضارات القديمة مثل اللقى الحجرية العاترية. يشير العديد من الاكتشافات الأثرية والحفريات إلى أن المنطقة كانت مأهولة منذ العصور القديمة. تعود أهمية تبردقة كموقع استراتيجي وتجاري إلى تواجدها على طول طرق التجارة القديمة التي ربطت شمال إفريقيا بالمناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.
الطبيعة الخلابة:
تتميز تبردقة بجمال طبيعي ساحر، حيث تحيط بها التلال الخضراء والوديان الجميلة. يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي لمسافات طويلة في الطبيعة البرية المحيطة بالمدينة، والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة والهواء النقي.
التراث الثقافي:
تبرز تبردقة كموطن لتراث ثقافي غني ومتنوع، حيث يعكس الفن المعماري للمساجد والمباني التاريخية والقصور التقليدية التاريخ والهوية الثقافية للمنطقة. يعتبر الحفاظ على هذا التراث الثقافي وتوثيقه جزءًا أساسيًا من الجهود الرامية إلى الحفاظ على تاريخ المنطقة وإرثها الثقافي للأجيال القادمة.
المأكولات والثقافة الشعبية:
تعتبر تبردقة أيضًا موطنًا لثقافة شعبية غنية ومتنوعة، حيث يمكن للزوار تذوق المأكولات التقليدية والمحلية الشهية التي تعكس التراث الغذائي للمنطقة. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر المدينة بالفعاليات والمهرجانات
الاعتراف الدولي: تم صنف تبردقة من قبل الفرنسيين ضمن قائمة المناظر الطبيعية الاستثنائية في الجزائر في عام 1928، مما يؤكد على أهميتها الثقافية والتاريخية التي تجعلها موطناً للتراث الثقافي الجزائري الغني والمتنوع.
الختام: تبردقة، هذه الجوهرة التاريخية في قلب ششار، تعتبر واحدة من أهم المواقع الأثرية والطبيعية في الجزائر. تجمع بين جمال الطبيعة وغنى التاريخ، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار الراغبين في استكشاف التاريخ والثقافة الجزائرية